ليس مستغربا علي الاطلاق ما تقوم به الدبلوماسية التركية من خطوات متناقضة علي طول الخط، وهي موافق تتبعد من اقصي اليسار الي اقصي اليمين، المهم ان هذا الامر يحدث دون مقدمات او مبررات. خلال السنوات العشر الماضية يمكن بكل سهولة ان تلحظ هذا التفاوت في موافق انقرة المتباينة بداية من مصر وانتهاءا بسوريا ومرورا بإسرائيل والسعودية والامارات والأردن ناهيك عن حلفائها في حلف الناتو والولايات المتحدة الامريكية. الجميع اكتوي بنيران هذا التناقض ولم لم يكتو أصابه معظم الشرر الناتج عن صراعات اخري كانت لتركيا فيها اليد العليا.
ورغم هذا التاريخ من التناقض ، الا ان تصريح الرئيس رجب طيب أردوغان في قمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان الذي أبدى استعداده لقاء نظيره السوري بشار الأسد لو أنه حضر تلك القمة، لم يمثل صدمة للمراقبين السياسين.
في تقرير لـوكالة "رويترز"، اكدت إن رئيس المخابرات التركية عقد عدة اجتماعات مع نظيره السوري في دمشق خلال الأسابيع القليلة الماضية، في مؤشر على جهود روسية لإذابة الجليد بين الدولتين اللتين تقفان على طرفي نقيض بخصوص الحرب السورية. وأن أردوغان أدلى بهذه التصريحات بشأن الأسد في اجتماع لحزبه الحاكم (العدالة والتنمية) عقد خلف الأبواب المغلقة.
الاتصالات المسبقة التي جرت في دمشق تعكس "تحولاً في السياسة الروسية"، في وقت تعد فيه موسكو نفسها لصراع طويل الأمد بأوكرانيا، بينما تسعى لتأمين موقعها في سوريا، حيث تدعم قواتها الرئيس بشار الأسد منذ عام 2015.
وروسيا تريد أن تتجاوز سوريا وتركيا خلافاتهما وتتوصلا لاتفاقات محددة... تصب في مصلحة الجميع، بما في ذلك تركيا وسوريا". وأحد التحديات الكبيرة تكمن في رغبة تركيا في إشراك المعارضة السورية المسلحة في أي محادثات مع دمشق.
ومن شأن أي تطبيع في العلاقات بين أنقرة ودمشق أن يغير معالم الحرب السورية المستمرة منذ 10 سنوات، إذ يُعد الدعم التركي عاملاً رئيسياً لاحتفاظ المعارضة السورية بآخر موطئ قدم رئيسي لها في الشمال الغربي، بعد أن دحر الأسد التمرد في جميع أنحاء البلاد، بمساعدة روسيا وإيران.
ويصطدم التقارب بتعقيدات كثيرة من بينها مصير مقاتلي المعارضة، وملايين المدنيين الذين فر كثير منهم إلى الشمال الغربي هرباً من قوات الأسد.
وتنشر تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قوات على الأرض في جميع أنحاء المنطقة. وهو ما يصفه الأسد بأنه "احتلال".
اما قمة التناقض فجاء فيما نقلته الوكالة عن أردوغان بقوله: "لقد خاض -الأسد- الحرب مع المتمردين للحفاظ على سلطته. اختار حماية سلطته. وكان يرى أن (بوسعه) حماية المناطق التي يسيطر عليها. لكنه لم يستطع حماية مناطق واسعة". هكذا يري الرجل الرئيس الأسد الان!.. السؤال المهم .. هو الي اين سيؤدي هذا التناقض مع إقليم ومنطقة دولها بات تتحوط وايضا لا تدرك كثيرا في غايات واهداف غير معلومة لدي انقرة؟